Admin Admin
عدد المساهمات : 73 نقاط : 220 تاريخ التسجيل : 10/02/2010
| موضوع: محبة النبي صلى الله عليه وسلم 1+2 الخميس فبراير 18, 2010 9:57 am | |
|
| تم الجمع بين الجزئين بعد اقصاء الجزء الأول
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء , وهو السميع العليم
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) سورة آل عمران
فيا أحباب رسول الله , اعلموا أن محبته صلى الله عليه وسلم , تقتضي من المحب اتباع شريعته , وطاعة أمره في الأقوال والأعمال . وان في اتباع شرعه , وطاعة أمره . والتأسي بهديه , انتصار لشخصه , وتأيـيد لرسالته , وعنوان محبته , وليس غير ذلك الا نفاقا وكذبا .
يا أحباب رسول الله . بحبكم لرسول الله , تحبون الله , وبطاعته تطيعون الله , وبانتصاركم لرسالته تنصرون الاسلام الذي أكمله وأتم نعمته عليكم , ورضيه لكم دينا , فأعزكم به بعد خزي وذل , وكنتم به خير أمة أخرجت للناس في العالمين .
يا أحباب رسول الله , هذا يوم النور أحل بدياركم , وهل هلال السعد واليمن بساحتكم . وجادت بركات السماء بمولود يحقق الأمل والرجاء , يزهق الباطل ويرديه الفناء , يقيم للعروبة شموخ البناء , فلا طبقات ولكن الكل سواء .
يا أحباب رسول الله , يوم المولد الشريف يومكم , جددوا للحبيب بيعتكم , ففيها خلاصكم وشفاء صدوركم , تجاسرت عليكم الأمراض , وامتنعت عليكم الأغراض , وسلب الأعداء منكم الأعراض , فلا والله من ملجأ الا اليه سبحانه , باتباع الكتاب قرآنه , وطاعة الرسول في قوله وعمله , والتأسي بسيرته في أخلاقه وصفاته .
يا أحباب رسول الله , هذا هند بن أبي هالة يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان , دائم الفكرة , ليست له راحة , ولا يتكلم في غير حاجة , طويل السكوت , يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه , ويتكلم بجوامع الكلم , فصلا لا فضول فيه ولا تقصير , دمثا ليس بالجافي ولا بالمهين , يعظم النعمة وان دقت , لا يذم شيئا , ولم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه , ولا يقام لغضبه اذا تعرض للحق بشئ حتى ينتصر له, لا يغضب لنفسه , ولا ينتصر لها , واذا أشار أشار بكفه كلها , واذا تعجب قلبها , واذا غضب أعرض واشاح , واذا فرح غض طرفه , جل ضحكه التبسم , ويفتر عن مثله حب الغمام .
وكان يخزن لسانه الا عما يعنيه , يؤلف أصحابه ولا يفرقهم , يكرم كريم كل قوم , ويوليه عليهم , ويحذر الناس , ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره . يتفقد أصحابه , ويسأل الناس غما في الناس , ويحسن الحسن ويصوبه , ويقبح القبيح ويوهنه , معتدل الأمر و غير مختلف , لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا, لكل حال عنده عتاد , لا يقصر عن الحق , ولا يجاوزه الى غيره , الذي يلونه من الناس خيارهم , وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة , واعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
كان لا يجلس ولا يقوم ا لا على ذكر , ولا يوطن الأماكن , اذا انتهى الى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك , ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه , من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه , ومن سأله حاجة لم يرده الا بها أو بميسور من القول , وقد وسع الناس بسطه وخلقه , فصار لهم أبا , وصاروا عنده في الحق متقاربين , يتفاضلون عنده بالتقوى , مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة , لا ترفع فيه الأصوات , ولا تؤبن فيه الحرم , يتعاطفون بالتقوى , يوقرون الكبير ويرحمون الصغير , ويرفدون ذا الحاجة , ويؤنسون الغريب .
كان دائم البشر , سهل الخلق , لين الجانب , ليس بفظ ولا غليظ , ولا صخاب ولا فحاش , ولا عتاب ولا مداح , يتغافل عما لا يشتهي ولا يقنط منه , قد ترك نفسه من ثلاث : الرياء والإكثار وما لا يعنيه , وترك الناس من ثلاث : لا يذم أحدا ولا يعيره , ولا يطلب عورته , ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه . إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير , وإذا سكت تكلموا , لا يتنازعون عنده الحديث , من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ , حديثهم حديث أولهم , يضحك مما يضحكون منه , ويعجب مما يعجبون منه , ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق , ويقول : إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرقدوه, ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ .
يا أحباب رسول الله , أي من العالمين يستطيع أن يدرك عمق المسائل ؟ وكنه الأمجاد والشمائل ؟ أي من المنصفين يسبر غور الحقيقة , ويقنع بها الأمم العدوة والصديقة .
يا أحباب رسول الله , هذا نبيكم . أعظم بشر في الوجود , قد وفاكم بالوعود , وضمن لكم في جنات عدن الخلود , يوم المصير الموعود , هذا نبيكم ..... استضاء بنور ربه الكريم , وشهد له أنه على خلق عظيم
|
| |
|